الأحد، 1 أبريل 2018

| مفاتيح التدبر

مفاتح تدبر القرآن

      معنى تدبر القرآن: التدبر: هو التفكر الشامل الواصل إلى آخر دلالات الكلم ومراميه البعيدة. ومعنى تدبر القرآن: هو التفكر والتأمل في آيات القرآن من أجل فهمه وإدراك معانيه وحكمه والمراد منه. 
 المفتاح الأول/ حب القرآن:
القلب بيد الله وحده لا شريك له، يفتحه متى يشاء ويغلقه متى يشاء، بحكمته وعلمه سبحانه، ومن الأدلة على ذلك: قالت تعالى: )وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ([24]  
علامات حب القلب للقرآن:
1-   الفرح بلقائه.
2-   الجلوس معه أوقات طويلة دون ملل.
3-   الشوق إليه متى بعد العهد عنه وحال دون ذلك بعض الموانع، وتمني لقائه والتطلع إليه ومحاولة إزالة العقبات التي تحول دونه.
4-   كثرة مشاورته والثقة بتوجيهاته والرجوع إليه فيما يشكل من أمور الحياة صغيرها وكبيرها.
5-   طاعته، أمرًا ونهيًا.
وسائل تحصيل حب القرآن: 
(التوكل على الله والاستعانة به، سورة الفاتحة، الاستعاذة، البسملة، دعاء حب القرآن " اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ..."، القراءة)

المفتاح الثاني/ استحضار أهداف قراءة القرآن:
أهداف قراءة القرآن مجموعة في قولك (ثمّ شعّ) " ث: ثواب، م: مناجاة، مسألة، ش: شفاء، ع: علم، عمل"
الهدف الأول: قراءة القرآن لأجل العلم.
هذا هو المقصد المهم والمقصد الأعظم من إنزال القرآن والأمر بقراءته بل ومن ترتيب الثواب على القراءة، ومن الأدلة على هذا المقصد: قال تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [29]  
الهدف الثاني: قراءة القرآن بقصد العمل به.
سئلت عائشة رضي الله عنها عن قول الله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾[4]  ما كان خلق رسول الله ؟ قالت : كان خلقه القرآن يغضب لغضبه ويرضى لرضاه.
الهدف الثالث: قراءة القرآن بقصد مناجاة الله.
الهدف الرابع: قراءة القرآن بقصد الثواب.
الهدف الخامس: قراءة القرآن بقصد الاستشفاء به.
قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾[82]  
المفتاح الثالث/ أن تكون القراءة حفظًا:
قال تعالى: ﴿بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ۚ﴾ [49]


ومن أساليب التدبر والحفظ: تقسيم السورة إلى مواضيع ليسهل حفظها وفهمها.

| مثال لسورة الفاتحة مُقَّسمة إلى مواضيع.


المفتاح الرابع/ أن تكون القراءة في صلاة:
إن هذا المفتاح من أهم مفاتح تدبر القرآن وأعظمها شأنا وقد ورد عدد من النصوص تدل عليه وتؤكد على أهميته ، من ذلك:    
 قال تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَىٰ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾[79]     
     إن اجتماع القرآن مع الصلاة يمكن أن يشبه اجتماع الأكسجين مع الهيدروجين حيث ينتج من تركيبهما الماء الذي به حياة الأبدان ، فكذلك اجتماع القرآن مع الصلاة ينتج عنه ماء حياة القلب وصحته وقوته.

المفتاح الخامس/ أن تكون القراءة في ليل:
إن الليل وخاصة وقت السحر من أفضل الأوقات للتذكر، فالذاكرة تكون في أعلى مستوى بسبب الهدوء والصفاء، وبسبب بركة الوقت حيث النزول الإلهي وفتح أبواب السماء. قال تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَىٰ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾  [79] 

المفتاح السادس/ الجهر والتغني بالقراءة:
الجهر: هو رفع الصوت بالقراءة. والتغني: هو تزيين الصوت بالقراءة وفق ما ورد عن النبي ﷺ والصحابة رضي الله عنهم.

المفتاح السابع/ الترتيل:
الترتيل: الترسل والتمهل، قال تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾[4]  

المفتاح الثامن/ التكرار والتوقف:
أي التوقف حين القراءة أو تكرار الآية لاستحضار المعاني والتعمق في فهمها، وكلما طال التوقف وكثر التكرار كلما زادت المعاني التي تفهم من النص بشرط عدم سهو القلب.

المفتاح التاسع/ التحزيب:
القرآن أنزل ليعمل به، ووسيلة العمل العلم به، وهو يحصل بقراءته وتدبره.

المفتاح العاشر/ الربط:
المراد بالربط الحفظ أو الذكر بحيث يتم الاقتران القوي بين اللفظ وبين المعنى في المرحلة الأولى، ثم يتم الاقتران بينها وبين الواقع والتطبيق. 

     إن من يطبق هذه المفاتيح العشرة فبإذن الله سيرى بأم قلبه نور القرآن، ويصبح من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين مدحهم الله بقوله سبحانه: )إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩([58]  


مقطع عن تدبُّر القران للشيخ عبد المحسن الأحمد.



| المرجع: كتاب مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة، د. خالد عبد الكريم اللاحم، 1428هـ.

هناك تعليق واحد:

  1. ماشاءالله تبارك الله مجهود رائع يستحق القراءه ، نفع الله بعلمكم 🌟

    ردحذف